الإسلام حياتى
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الإسلام حياتى
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
الإسلام حياتى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا Empty سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا

مُساهمة من طرف whisper الإثنين أغسطس 02, 2010 11:35 am


الإشارة إلى شيء من حقوقه عليه الصلاة والسلام

نقل الإمام البيهقي في شُعبِ الإيمان عن الحَليمي أنه قال :
معلوم
أن حقوق رسول الله صلى الله عليه أجل وأعظم وأكرم وألزم لنا وأوجب علينا
من حقوق السادات على مماليكهم ، والآباء على أولادهم ؛ لأن الله تعالى
أنقذنا به من النار في الآخرة ، وعصم به لنا أرواحَنا وأبدانَنا وأعراضَنا
وأموالَنا وأهلينا وأولادَنا في العاجلة وهدانا به ، كما إذا أطعناه
أدّانا إلى جنات النعيم ، فأية نعمةٍ توازي هذه النعم ؟ وأية مِنّةٍ
تُداني هذه المِنن ؟
ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعتَه ، وتوعدنا على معصيته بالنار ، ووعدنا بأتباعه الجنة .
فأيُّ رُتبةٍ تضاهي هذه الرتبة ؟
وأيةُ درجةٍ تساوي في العلى هذه الدرجة ؟
فحقٌّ
علينا إذا أن نحبَّه ونجلَّه ونعظِّمَه ونَهيبه أكثر من إجلال كلِّ عبدٍ
سيدَه ، وكلِّ ولدٍ والدَه ، وبمثل هذا نطق الكتاب ، ووردت أوامر الله جل
ثناؤه . قال الله عز وجل : ( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ
وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فأخبر أن الفلاح إنما يكون لمن جمع إلى الإيمان به
تعزيرَه ، ولا خلاف في أن التعزير ههنا التعظيم . وقال : ( لِتُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ) فأبان أن حقَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته أن يكون معزراً موقّراً مهيباً ،
ولا يعامل بالاسترسال والمباسطة كما يعامل الأكْفَاء بعضُهم بعضا . قال
الله عز وجل : ( لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء
بَعْضِكُم بَعْضًا ) فقيل في معناه : لا تجعلوا دعائه إياكم كدعاء بعضكم
بعضا فتؤخِّروا إجابته بالأعذار والعلل التي يؤخِّرُ بها بعضُكم إجابة بعض
، ولكن عظموه بسرعة الإجابة ، ومعاجلة الطاعة ، ولم تُجعل الصلاة لهم عذرا
في التخلف عن الإجابة إذا دعا أحدَهم وهو يصلي ، إعلاما لهم بأن الصلاة
إذا لم تكن عذراً يُستباح به تأخير الإجابة فما دونها من معاني الأعذار
أبعد . انتهى كلامه – رحمه الله – .
ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم :
أن نُعظّم كلامه صلى الله عليه وسلم
فلا نعرض كلامه على كلام غيره ، ولا قوله على قول غيره كائنا من كان من الناس .
بل
نعرض كلام الناس على كلامه صلى الله عليه وسلم فما وافق سُنّتـه قبلناه ،
وما عارضها رددناه ، وضربنا به عرض الحائط ، كما كان الأئمة الأربعة
وغيرهم يقولون .
ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم أن يُفهم عنه كلامه على مُرادِه هو صلى الله عليه وسلم لا على مُراد غيره .
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية :
فيجب
أن يفهم عن الرسول مراده من غير غلو ولا تقصير فلا يحمّل كلامه ما لا
يحتمله ، ولا يُقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان ، فكم حصل
بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله
، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام ، وهو
أصل كل خطأ في الفروع والأصول ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد ، والله
المستعان .
[ وأصل الكلام لابن القيم في كتاب الروح ]
ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم :
أن نأخذ أقواله مأخذ الانقياد والتسليم .
سواء وافقت أهوائنا أم لا .
وسواء علمنا الحكمة منها أم لم نعلم .
وسواء وافقها العلم الحديث أم لا .
فكم من الناس اليوم يرد أقوال النبي صلى الله عليه وسلم الصحاح بحجة أنها لا توافق العلم الحديث !
وهل العلم الحديث قد أوتي العلم كلّـه ؟؟
( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )
وكم من عائب قولاً صحيحاً *** وآفته من الفهم السقيم
كم عاب عائب حديث " إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ، ثم لينـزعه ، فإن في أحد جناحيه شفاء ، وفي الآخر داء " . رواه البخاري
وما هي إلا سُنيّات من عُمره حتى أثبتها الطب الحديث ، فعاد من أنكر الحديث يجرّ أذيال الخيبة ليُثبت الحديث !!
ما هكذا يُعظّم جناب النبي صلى الله عليه وسلم .
بل هذا يُنافي توقيره صلى الله عليه وسلم .
فالواجب الانقياد والتسليم له صلى الله عليه وسلم .
ولنقل كما قال إمام دار الهجرة : إذا صـحّ الحديث فهـو مذهبي .
فالشأن أن يصحّ الحديث ، فإذا صح الحديث فلا عبرة ب
قول قائل .
والله المست
عان ، وعليه التكلا
ن










الصّفات الخَـلْـقِـيّـة
قال الإمام الترمذي – رحمه الله – :
باب ما جاء في خَـلْـق رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - قال أنس بن مالك رضي الله عنه :
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، ولا
بالأبيض الأمهق ، ولا بالآدم ، ولا بالجعد القطط ولا بالسّبِط ، بعثه الله
على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وتوفاه
الله على رأس ستين سنة ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
الحديث رواه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
البائن : الظاهر . أي ليس طويلا طولا مُفرِطاً .
الأمهق : شديد البياض .
الآدم : الأسمر .
الجَعْد القَطِط : الشعر إذا كان فيه التواء وانقباض .
السَّبِط : الشعر المسترسل .
قال
ابن حجر – رحمه الله – : الشعر الجعد : هو الذي يتجعد كشعور السودان ،
والسبط هو الذي يسترسل ، فلا يتكسر منه شيء ، كشعور الهنود ، والقطط بفتح
الطاء البالغ في الجعودة بحيث يتفلفل . انتهى .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله – تعليقا على أنه أقام بمكة عشر ، وأن الله توفّاه على رأس ستين سنة
وفي رواية : أقام بها ثلاث عشرة سنة ، فتُحمل رواية العشر على أن الراوي حذف الكسر الزائد على العشرة .
وفي رواية : وهو ابن ثلاث وستين ، وهي أشهر وأصح ، وتُحمل رواية الستين على أن الراوي حذف الزائد على العشرة أيضا .
2
– وعنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبْعة ، ليس بالطويل
ولا بالقصير ، حسن الجسم ، وكان شعره ليس بجعد ولا سبِط ، أسمر اللون ،
إذا مشى يتكفـأ .
قال الألباني – رحمه الله – : أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
رَبْعَة : أي كان متوسطاً بين الطول والقصر .
يتكفأ : أي يتمايل إلى قدام كالسفينة في جريها ، زاد في حديث علي رضي الله عنه : كانما ينحطّ من صَبب .

إشكال وجوابه :
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي :
الأمهق
: بفتح الهمزة وسكون الميم ، هو الكريه البياض كلون الجص ، ولا بالآدم من
الأُدمة بالضم ، بمعنى السمرة . أي ليس بأسمر ، وهذا يُعارض ما في رواية
حميد عن أنس في باب الجمة واتخاذ الشعر : أنه صلى الله عليه وسلم كان أسمر
اللون ، والجمع بينهما : بأن المنفي إنما هو شدة السمرة ، فلا ينافي إثبات
السمرة في رواية حميد عن أنس . على أن لفظة : " أسمر اللون " في الرواية
المذكورة انفرد بها حميد عن أنس ، ورواه عنه غيره من الرواة بلفظ : " أزهر
اللون " ومن روى صفته صلى الله عليه وسلم أنس ، فقد وصفه بالبياض دون
السمرة وهم خمسة عشرة صحابيا . قاله الحافظ العراقي ، وحاصله ترجيح رواية
البياض بكثرة الرواة ومزيد الوثاقة ، ولهذا قال ابن الجوزي : هذا حديث لا
يصح وهو مخالف للأحاديث كلها ، وقيل المراد بالسمرة الحُمرة ؛ لأن العرب
قد تطلق على كل من كان كذلك أسمر ، ومما يؤيد ذلك رواية البيهقي : كان
أبيض بياضه إلى السمرة . والحاصل : أن المراد بالسمرة حُمرة تخالط البياض
، وبالبياض المُثبت في رواية معظم الصحابة : ما يخالط الحمرة . انتهى .
3
– قال البراء بن عازب رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
رَجِـلاً مربوعا ، بعيد ما بين المنكبين ، عظيم الجُـمّـة إلى شحمة أذنيه
، عليه حُـلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم .
الحديث أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
رَجِـلاً : هذا وصف للشعر ، وهو بمعنى ما تقدّم .
الجُمّة : ما سقط من شعر الرأس ووصل المنكبين .
واللمّة : ما جاوز شحمة الأذن ، وهي الوفرة .
وفي المسألة خلاف حكاه النووي في شرح مسلم .




بقية حديث البراء رضي الله عنه .
وفي
رواية عنه قال : ما رأيت من ذي لِمّـة في حُلّـة حمراء أحسن من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، له شعر يضرب منكبيه ، بعيد ما بين المنكبين ، لم يكن
بالقصير ولا بالطويل .
الحديث : رواه البخاري ومسلم .
-------------
4
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالطويل ولا بالقصير ، شَثْن الكفين والقدمين ، ضخم الرأس ضخم
الكراديس ، طويل المَسربة ، إذا مشى تكفأ تكفّؤاً كأنما انحط من صَبَب .
لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم .
الحديث : رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
قال
الألباني : وسنده ضعيف ، لكن له طرق أخرى يتقوّى بها عند أحمد وابن سعد ،
وجملة " شثن الكفين والقدمين " مع الجملة الأخيرة منه في صحيح البخاري .
انتهى .
معاني الكلمات :
شَثْن : أي غليظ الأصابع والراحة .
الكراديس : رؤوس العظام .
المَسربة : الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر وينتهي بالسّرّة .
صبب : ما انحط وانحدر من الأرض .
5 - حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وقد ضعّفـه الشيخ الألباني – رحمه الله – .
6 – حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما .
وقد قال عنه الشيخ الألباني : ضعيف جداً .
7 – قال جابر بن سمرة رضي الله عنه :
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم ، أشكل العين ، منهوس العقب . قال
شعبة : قلت لِسِمَاك : ما ضليع الفم ؟ قال : عظيم الفم . قال : قلت : ما
أشكل العين ؟ قال : طويل شق العين . قال : قلت : ما منهوس العقب ؟
قال : قليل لحم العقب .
الحديث : رواه مسلم .








8
– وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في ليلة إضحيان ، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر
، وعليه حُلة حمراء ، فلهو عندي أحسن من القمر .
معاني الكلمات :
ليلة إضحيان : أي مضيئة مُقمرة .
9 - عن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء بن عازب : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا ، بل مثل القمر .
الحديث أخرجه البخاري .
10 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض ، كأنما صيغ من فضة ، رَجِـلَ الشَّعر .
قال الألباني : تفرّد به المؤلف . وصححه في سلسلة الأحاديث الصحيحة .
معاني الكلمات :
صيغ من فضة : أي كأنه مصبوب من فضة لبياضه .
رَجِِـل الشَّعر : هذا وصف شعره أي يبدو للناظر كأنه مُرجّل وليس كذلك .
11
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: عُرِضَ عليّ الأنبياء ، فإذا موسى ضَربٌ من الرجال كأنه من رجال شنوءة ،
ورأيت عيسى ابن مريم فإذا أقرب الناس من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود ،
ورأيت إبراهيم فإذا أقرب من به شبها صاحبكم ( يعني نفسه ) ، ورأيت جبريل
فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية .
الحديث أخرجه مسلم في صحيحه .
معاني الكلمات :
ضرب من الرجال : قال القاضى عياض : هو الرجل بين الرجلين في كثرة اللحم وقِلّـته .
شنوءة : قبيلة من اليمن ، ورجال هذه القبيلة متوسطون بين الخفّـة والسمن .

12
- عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وما على وجه الأرض رجل رآه غيري . قال الجريري : فقلت له : فكيف رأيته ؟
قال : كان أبيض مليحا مقصدا .
الحديث : أخرجه مسلم .
معاني الكلمات :
قوله : وما على وجه الأرض رجل رآه غيري . يؤكد أن أبا لطفيل عامر بن واثلة آخر الصحابة موتاً .
مقصداً : هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير . وملح الشيء أي حسُن فهو مليح .
13 – حديث ابن عباس ، وهو ضعيف جداً ، كما قال الألباني .
باب ما جاء في خاتم النبوة :
14
– عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : ذهبت بي خالتي إلى النبي الله صلى
الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله إن ابن أختي وجِـع ، فمسح رأسي ،
ودعا لي بالبركة ، وتوضأ ، فشربت من وَضوئه ، وقمت خلف ظهره ، فنظرت إلى
خاتمه بين كتفيه ، فإذا هو مثل زر الحجلة
الحديث : أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
وجِــع : أي مريض
الحجلة : طائر معروف ، والجمع حَجَـل .
وزرّها : بيضها .
يعني أن خاتم النبوة بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم مثل بيضة الحجلة .
15 - عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كان الخاتم بين كتفيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غُـدة حمراء مثل بيضة الحمامة .
الحديث :
أخرجه مسلم .
معاني الكلمات :
الغُـدّة
: قطعة اللحم ، وهذا لا يُنافي ما جاء في رواية مسلم أنه كان على لون جسده
، والتشبيه ببيضة الحمامة في المقدار ، وقيل في الصورة واللون .
وقال
في لسان العرب : الغُدَّةُ و الغُدَدَةُ : كل عُقْدَةٍ فـي جسد الإِنسان
أَطاف بها شَحْم . والغُدَدُ : التـي فـي اللـحم ، الواحدة غُدَّةٌ
وغُدَدَةٌ . و الغُدَّةُ و الغُدَدَة : كل قطعة صُلْبة بـين العصَب . و
الغُدَّةُ: السِّلْعَة يركبها الشحم ، والغُدَّة : ما بـين الشحم والسنام
. والغُدَّة والغُدَدُ : طاعون الإِبل . انتهى .
والمقصود وصف حجم ولون خاتم النبوة .
16
- عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رُميثة قالت : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم - ولو أشاء أن أقـبّـل الخاتم الذي بين كتفيه من قـُـربِـه
لفعلت - يقول لسعد بن معاذ يوم مات : اهتز له عرش الرحمن .
الحديث : أخرجه الإمام أحمد في المسند .
وقال الألباني : صحيح .
17
– قال أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري : قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم : يا أبا زيد أُدنُ مِنّي فامسح ظهري . قال : فمسحت ظهره ، فوقعت
أصابعي على الخاتم . قلت : وما الخاتم ؟ قال : شعرات مجتمعات .
وفي
رواية للإمام أحمد قال : فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره ، فوقع خاتم
النبوة بين أصبعي . قال : فسُـئل عن خاتم النبوة . فقال : شعرات بين كتفيه
.
الحديث : أخرجه الإمام أحمد في المسند .
وقال الألباني : صحيح .
معاني الكلمات :
قوله في وصف خاتم النبوة : شعرات مجتمعات .
وفي الرواية الأخرى : شعرات بين كتفيه .
لا ينفي أن يكون الخاتم كبيضة الحمامة أو الحجلة كما تقدّم ، وإنما يُثبت هذا الحديث أن على الخاتم شعرات .
وفرق بين وصف من يرى ، ووصف من يتحسس الشيء .

18
– عن بريدة – رضي الله عنه – قال : جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب ، فوضعها بين يدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا يا سلمان ؟
قال : صدقة عليك وعلى أصحابك .
قال : أرفعها فإنا لا نأكل الصدقة .
فرفعها ، فجاء من الغد بمثله ، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذا يا سلمان ؟
فقال : هدية لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ابسطوا .
ثم
نظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به ، وكان
لليهود فاشتراه رسول الله عليه وسلم بكذا وكذا درهماً على أن يغرس نخلاً
فيعمل سلمان فيه حتى تُطعم ، فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخيل
إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فحملت النخل من عامها ، ولم تحمل النخلة ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شأن هذه النخلة ؟ قال عمر : يا
رسول الله أنا غرستها . فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غرسها
فحملت من عامها .
الحديث :
أخرجه الإمام أحمد ، وحسّـنه الألباني .
معاني الكلمات :
قوله : ابسطوا . يعني ابسطوا أيديكم وكُـلـوا .
وإنما
جاء سلمان – رضي الله عنه – أول مرة بتمر وقال عنه : صدقة ، ثم جاء مرة
ثانية وقال : هدية ؛ لأن سلمان – رضي الله عنه – كان يبحث عن الحق ويُفتش
ويسأل الأساقفة فدلّـه صاحب عمورية على النبي صلى الله عليه على آله وسلم
وأخبره بقرب مبعثه .
وقال الأسقف لسلمان : قد أظلك زمان نبي هو مبعوث
بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرّتين بينهما نخل به
علامات لا تخفى :
يأكل الهدية
ولا يأكل الصدقة
بين كتفيه خاتم النبوة .
فإن
استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل . في حديث طويل رواه الإمام أحمد وغيره
في قصة إسلام سلمان – رضي الله عنه – ورحلته بحثاً عن الحق .
فهذه ثلاث
علامات من علامات النبوة أُخبر بها سلمان – رضي الله عنه – قبل أن يُبعث
النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فأراد سلمان – رضي الله عنه – أن
يتأكد من تلك الصفات .
وتلك الصفات مما كان عند أهل الكتاب من صفة النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، مما يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل .
19
– عن أبي نضرة العوفي قال : سألت أبا سعيد عن خاتم رسول الله صلى الله
عليه على آله وسلم ؟ يعني خاتم النبوة فقال : كان في ظهره بَضعة ناشزة .
الحديث :
قال الألباني : تفرد به المؤلف هنا . يعني في الشمائل .
وقال عنه : حسن .
معاني الكلمات :
بَضعة : قطعة
ناشزة : مرتفعة
يعني كأن الخاتم في كتفه صلى الله عليه على آله وسلم قطعة لحم ظاهرة .
20
- عن عبد الله بن سرجس – رضي الله عنه – قال أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو في ناس من أصحابه ، فدرت هكذا من خلفه ، فعرف الذي أُريد ، فألقى
الرداء عن ظهره ، فرأيت موضع الخاتم على كتفيه مثل الجُمع حولها خيلان
كأنها ثآليل ، فرجعت حتى استقبلته ، فقلت : غفر الله لك يا رسول الله .
فقال : ولك .
فقال القوم : استَغْفَر لك رسول الله صلى الله عليه على
آله وسلم . فقال : نعم ، ولكم ، ثم تلا هذه الآية ( وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) .

الحديث :

أخرجه مسلم باختلاف يسير .

معاني الكلمات :
الجُمْـع : جُمع الكفّ ، وهو هيأة اليد بعد جمع الأصابع .

خِيلان : جمع خال ، وهو النقطة أو الشامة السوداء .

ثآليل : جمع " ثؤلول " وهو خرّاج صغير كالحمصة يظهر على الجسد نتوء واستدارة .




باب ما جاء في شَعر رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم
21 - عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف أذنيه .
وفي طريق أخرى : إلى أنصاف أُذنيه .
الحديث :
أخرجه مسلم في صحيحه .
22
- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله
عليه وسلم من إناء واحد ، وكان له شعر فوق الجمة ، ودون الوفرة .
الحديث :
أخرجه الترمذي ، وصححه الألباني .
معاني الكلمات :
الجُـمّـة : الشعر النازل إلى المنكبين .
الوفـرة : ما بلغ شحمة الأذن .
23 – عن أم هانئ بنت أبي طالب – رضي الله عنه – قالت : قدِم رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم مكة قَـدمـة ، وله أربع غدائـر .
وفي رواية : ظفائـر .
الحديث :
أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني .
وفي رواية أبي داود : وله أربع غدائر . تعني عقائص .
وفي رواية ابن ماجه : دخل رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم مكة وله أربع غدائر .
ومعنى هذا أن دخوله هذا كان عام الفتح .
معاني الكلمات :
غدائر : جمع غديرة .
والضفائر : جمع ضفيرة .
والغديرة والضفيرة بمعنى الذؤابة ، وهي الخصلة من الشَّعر إذا كانت مرسلة ، فإذا كانت ملويّة فهي العقيصة .
لكن يرِد الإشكال فيما رواه أبو داود : وله أربع غدائر . تعني عقائص .
قال
في لسان العرب : الضَّـفْـرُ : نَسْجُ الشعر وغيرهِ عَريضاً ، و
التضْفِـيرُ مثله : والضَّفـيرة ُ: العَقِـيصَة ، وقد ضَفَر الشعر ونـحوهَ
يَضْفِرُه ضَفْراً: نسجَ بعضَه علـى بعضَه علـى بعض . و الضَّفْرُ :
الفَـتْـل : و انْضَفَرَ الـحَبْلانِ إِذا الْتَويا معاً .
فهما بمعنى واحد .
24
- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل
شعره ، وكان المشركون يَفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر
فيه بشيء ، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه .
الحديث : أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
سَدْلَ الشّعر : إرساله .
ومعنى فَرَقَ رأسه : أي ألقى الشَّعر إلى جانبي رأسه .
إشكال وجوابه :
قد يقول قائل : لماذا كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يُحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ؟
فالجواب
: أن هذا كان في أول الأمر ، ثم أُمِـرَ – عليه الصلاة والسلام –
بمخالفتهم ، بدليل أنه ترك ما كان عليه أهل الكتاب من سدل الشَّعـر .
وقد أمر النبي صلى الله عليه على آله وسلم بمخالفة أهل الكتاب ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة مشهورة .
ومن ذلك أنه أمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء ، وأن يُصام يوم قبله أو بعده .
حتى قالت اليهود : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . كما في صحيح مسلم .
ويعنون بـ " هذا الرجل " النبي صلى الله عليه على آله وسلم .
وهذا يدلّ على كثرة مُخالفة أهل الكتاب ، بل وتقصّد مُخالفتهم ، ليتميّز المسلم في مظهره ومخبره .

باب ما جاء في ترجُّـل رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم
25 - عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كنت أرجِّـل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض .
الحديث :
أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
أرجِّـل : أُسـرِّح ، وترجيل الشعر تشريحه .
وقد
تقدم في دروس العمدة شرح حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى
الله عليه وسلم يُعجبه التيمن في تنعله ، وترجّـله ، وطُـهوره ، وفي شأنه
كلِّـه .

26 – ضعيف .

27 – عن عائشة – رضي الله عنها –
قالت : إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُحب التيمن في طهوره إذا
تطهر ، وفي ترجله إذا ترجّـل ، وفي انتعاله إذا انتعل .
وتقدّم هذا الحديث تحت شرح الحديث العاشر من أحاديث العمدة .

28 - عن عبد الله بن مغفل – رضي الله عنه – قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التـَّـرجُّـل إلا غِـبّـاً .
الحديث :
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني .
معاني الكلمات :
غِـبّـاً : يعني يوماً بعد يوم .
فالنهي
هنا عن تسريح الشعر كل يوم ، هذا بالنسبة للرجال ، وسبب ذلك – والله أعلم
– للابتعاد عن مظاهر التّرف ، ولئلا يكون هذا الأمر هو أكبر هـمّ المسلم .

29 – حديث ضعيف .




باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم

30
- عن قتادة قال : سألت أنس بن مالك – رضي الله عنه – أخضب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؟ قال : لم يبلغ ذلك ، إنما كان شيباً في صدغيه ، ولكن أبو
بكر رضي الله عنه خضب بالحناء والكَـتَـم .
الحديث :
أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
الخضب : تلوين الشعر بالحُمرة .
الصِّـدغ : ما بين العين والأذن .
ويسمى الشعر النابت بين العين والأذن صِدغـا ، وهو المراد هنا .

31 - عن أنس ء قال : ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولِحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء .
الحديث :
أخرجه الإمام أحمد وغيره ، وقال الألباني : صحيح على شرط الشيخين .
وعند البخاري عن أنس قال : ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
والعدد مُتقارب ، وهو تقريبي .
32
- عن سماك بن حرب قال : سمعت جابر بن سمرة – رضي الله عنه – وقد سُئل عن
شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كان إذا دَهَنَ رأسه لم يُـرَ
منه شيء ، وإذا لم يدهن رُؤي منه شيء .
وفي رواية : لم يكن في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعرات في مفرق رأسه ، إذا ادّهن واراهن الدهن .
الحديث :
أخرج الرواية الأولى مسلم
وأخرج الثانية : أحمد

معاني الكلمات :
واراهن : غطّـاهن وأخفاهن .

33 - عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من عشرين شعرة بيضاء .
الحديث :
أخرجه أحمد
معاني الكلمات :
نحواً من عشرين شعرة : قريبا من هذا العدد ، وهذا يؤكد أن العدد تقريبي .
34 - عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال :
قال أبو بكر – رضي الله عنه – : يا رسول الله قد شِبت .
قال : شيبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت .
الحديث :
أخرجه الترمذي والحاكم وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي ، وقال الألباني : وهو كما قالا .
معاني الكلمات :
شيبتني هود ...
يعني أن ما ذُكِـر في هذه السُّور مما جرى للأمم ، ومن أهوال يوم القيامة هو الذي كان سببا في شيبه صلى الله عليه على آله وسلم .
35 – بمعنى الحديث المتقدم .
36
- عن أبي رمثة التيمي - تيم الرباب - قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
ومعي ابن لي ، فأريته إياه ، فقلت لما رأيته : هذا نبي الله صلى الله عليه
وسلم ، وعليه ثوبان – وفي رواية : بُردان – أخضران ، وله شعر قد علاه
المشيب ، وشيبه أحمر .
في رواية للإمام أحمد
قال : فقلت لما رأيته : هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذته الرعدة هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
الحديث :
أخرجه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود .
وقال الألباني : إسناده صحيح .
معاني الكلمات :
بُردان : تثنية بُـرْد ، وهو ثوب مُخطط .

باب ما جاء في خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
37 – وعنه قال :
أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن لي ، فقال : ابنك هذا ؟ قلت : نعم ، أشهد
به ، قال : لا يجني عليك ، ولا تجني عليه . قال : ورأيت الشيب أحمر .
قال
أبو عيسى الترمذي : هذا أحسن شيء في الباب وأفسر ؛ لأن الروايات الصحيحة
أنه صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الشيب . وأبو رمثة اسمه رفاعة بن يثربي
التيمي .
الحديث :
أخرجه أبو داود والنسائي .
ورواه الإمام أحمد في المسند .
معاني الكلمات :
قول الترمذي : وعنه ، أي عن أبي رمثة ، وقد تقدّم التصريح بامسه في الحديث السابق .
وقوله : وأفسر : أي أبين وأظهر في الدلالة .

38 – عن عثمان بن موهب قال : سُئل أبو هريرة رضي الله عنه : هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال : نعم .
وروى
ابن ماجه عن عثمان بن موهب قال : دخلت على أم سلمة قال : فأخرجت إليّ شعرا
من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوبا بالحناء والكتم .

39 – أشار الشيخ رحمه الله إلى ضعفه .

40 – عن أنس رضي الله عنه قال : رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوباً .
الحديث :
تفرّد به الترمذي ، أي بهذا اللفظ .
وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنساً هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، إنما كان شيء في صدغيه .
وعند مسلم عن محمد بن سيرين قال : سألت أنس بن مالك : أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إنه لم ير من الشيب إلا قليلا .
وهذا ليس بنفيّ للصبغ والخضاب بالحناء والكتم ، ولكنه تقليل الشيب .

والله تعالى أعلى وأعلم .

41 – عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك مخضوباً .
قال
العيني : فإن قلت : روى ابن عمر في الصحيحين أنه رأى النبي صلى الله عليه
وسلم يصبغ من الصفرة . قلت : صبغ في وقت وتركه في معظم الأوقات ، فأخبر كل
بما رأى ، وكلاهما صادقان . فإن قلت : هذا الحديث يدل على أن بعض الشيب
كان في صدغيه ، وفي حديث عبد الله بن بسر كان على عنفقته . قلت : يُجمع
بينهما بما رواه مسلم من طريق سعيد عن قتادة عن أنس قال : لم يخضب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان البياض في عنفقته وفي الصدغين وفي
الرأس نُبذ - أي متفرق - فإن قلت : أخرج الحاكم من حديث عائشة أنها قالت :
ما شانه الله ببيضاء . قلت : هذا محمول على أن تلك الشعرات البيض لم يتغير
بها شيء من حسنه . اهـ .

أقول بهذه المناسبة :

مما انتشر عبر بعض المواقع في الشبكة ( الإنترنت ) صورة شعرة يُزعم أنها من شعرِه عليه الصلاة والسلام .
وأنها موجودة في متحف في تركيا .
ويُوجد غيرها ، كالسيف والجبة ونحوها .
فهذا لا سبيل إلى إثبات أنها من آثاره صلى الله عليه وسلم .
إذ إثباتها يحتاج إلى صحة إسناد وشهادة عدول ولا سبيل إليها في هذه الأشياء الموجودة .
وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك .
فقال : هاتها .
فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه :
أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا علن أن يكون لبسها ؟! ولو كذّبناه لقال للناس :
أتيت
أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان من
يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها !
والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته
وصدّقناه ! ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .

فإذا كان هذا في ذلك
الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من
الصدق ! فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!

وهذا سبق فيه التفصيل هنا :

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=17285

والله أعلم .




42 – عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اكتحلوا بالإثمد ، فإنه يجلو البصر ، ويُنبت الشَّعَـر .

الحديث :
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطب ، وأخرج قسما منه النسائي في الزينة .
وقال الألباني : صحيح .
معاني الكلمات :
الكحل : بضم الكاف ( الكُحُل ) : اسم الذي يُكتَحل به . وبالفتح ( الكَحْل ) : مصدر بمعنى استعمال الكحل في العين .
والإثْمِد : حجر لكحل المعروف .

والذي
يظهر أن الإثمد نوع من الكحل مخصوص ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إن
خير أكحالكم الإثمد ؛ يجلو البصر ، وينبت الشعر . رواه الإمام أحمد وأبو
داود والنسائي وابن ماجه.
فالتخيير والمفاضلة تكون بين شيئين فأكثر .

ثم رأيت المصنف ذكره بعد حديثين .

43
– عن جابر – هو ابن عبد الله – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : عليكم بالإثمد عند النوم ، فإنه يجلو البصر ، ويُنبت الشّعر .

الحديث :
أخرجه ابن ماجه في الطب .
وقال الألباني : صحيح .

44 – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن خير أكحالكم الإثمد ؛ يجلو البصر ، وينبت الشعر .
الحديث :
سبق تخريجه أعلاه .
وقال الألباني : صحيح .

45 – عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر ، وينبت الشعر .

الحديث :
أخرجه ابن ماجه في الطب .
وقال الألباني : صحيح .

46 - عن أم سلمة قالت : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص .

الحديث :
أخرجه أحمد أبو داود في كتاب اللباس ، والترمذي في كتاب اللباس وابن ماجه .
وقال الألباني : صحيح .
من فوائد الحديث :
قولها
رضي الله عنها : " كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "
يدلّ على أنه صلى الله عليه وسلم يلبس غير القُمُص من إزار ورداء وبُردة .
وفيه أن الثياب اسم **** ، فتشمل القُمُص والإزار والرداء ونحو ذلك مما يُلبس .

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الْحِبَرَة .

قال
الإمام النووي : هي بكسر الحاء وفتح الباء ، وهي ثياب من كتان أو قطن ،
مُحبّرة أي مُزيّنة ، والتحبير التزيين والتحسين . ويُقال : ثوب حبرة على
الوصف ، وثوب حبرة على الإضافة ، وهو أكثر استعمالا . والحبرة مفرد ،
والجمع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات ، ويُقال : ثوب حبير على الوصف . فيه
دليل لاستحباب لباس الحبرة ، وجواز لباس المخطط ، وهو مُجْمَعٌ عليه ،
والله أعلم .

قال العيني : وإنما كانت الحبرة أحب الثياب إلى
النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس فيها كثير زينة ، ولأنها أكثر احتمالا
للوسخ . اهـ .

فيُجمع بين الحديثين من وجوه :
الأول : أن كلاًّ حدّث بما علِم ، ويجوز أن يكون الشخص يُحبّ أكثر من شيء ، فيظهر بعضه لبعض أصحابه دون بعض .
الثاني : أنه عليه الصلاة والسلام كان يُحبّ القميص لِسَعَتِه ، ويُحب الحبرة لأنها أكثر احتمالاً للوسخ ، كما ذكر العيني .
الثالث
: يُحتَمَل أنه قد يكون في وقت دون وقت ، فيُحب القُمُص – مثلاً – في
الصيف لِسَعَتِها وبرودتها ، ويُحب الـبُردة الحبرة في الشتاء لكونها
غليظة .
والله تعالى أعلم .

47 - عن أسماء بنت يزيد قالت : كان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرِّسْغ .

الحديث :
أخرجه : أخرجه أبو داود والترمذي ، وقال الألباني : ضعيف .

معاني الكلمات :
الرسغ : مفصل ما بين الكفّ والسّاعد .

48
- عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رهط من مُزينة لنبايعه ، وإن قميصه لَمُطْلَق ، أو قال : زر قميصه مُطلَق
. قال : فأدخلت يدي في جَيبِ قميصه فَمَسَسْتُ الخاتم .

الحديث :
أخرجه أبو داود وابن ماجه ، وقال الألباني : صحيح .
معاني الكلمات :
الرّهط : قوم الرَّجُل وعشيرته ، أو مِن ثلاثة إلى عشرة .
قوله : " وإن قميصه لَمُطْلَق " أي محلول الإزارير غير مزرور .
والجيب : فتحة القميص من جهة أعلاه .

وعند
الإمام أحمد وأبي داود وابن ماجه من طريق معاوية بن قرة عن أبيه قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته ، وإن زرّ قميصه لمطلق . قال
عروة : فما رأيت معاوية ولا ابنه في شتاء ولا صيف إلا مطلقة أزرارهما .

وفي
الحديث تواضعه عليه الصلاة والسلام حيث يسمح لبعض أصحابه بإدخال أيديهم في
قميصه ، وهذا ما يأباه ويرفضه أهل الكِبر ، بل يرفضون أن تُمسّ ثيابهم
فضلا عن أجسادهم !

وفيه جواز حلّ الأزارير ، إلا إذا كان من عادة
القوم أنه لا يحلّ أزاريره إلا سفيه أو ساقط المروءة ، فإن الْعُرف
مُعتبَر في اللباس .

والله تعالى أعلم .

49 - عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وهو مُتّكىء على أسامة بن زيد ، عليه ثوب قِطْرِي قد توشَّح به ، فصلى بهم .

الحديث :
أخرجه أبو الشيخ وابن حبان .
وقال الألباني : صحيح .

معاني الكلمات :
قال ابن الأثير :
"
بثوب قطري " هو ضرب من البرود فيه حُمْرَة ولها أعلام فيها بعض الخشونة .
وقيل : هي حُلل جياد تُحمل من قِبَل البحرين . وقال الأزهري : في أعراض
البحرين قرية يُقال لها : قَطَر وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها ،
فكَسَرُوا القاف للنسبة وخففوا .

" توشَّح به " : أي وَضَعَه فوق عاتِقَيْه .

50
- عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجدّ
ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ، ثم يقول : اللهم لك الحمد كما
كسوتنيه ، أسألك خيره وخير ما صُنِعَ له ، وأعوذ بك من شرِّه وشرِّ ما
صُنع له .

الحديث :
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي .
وقال الألباني : صحيح .
زاد أبو داود : قال أبو نضرة فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له : تَبْلِي ويُخْلِف الله تعالى .

معاني الكلمات :
إذا استجدّ : أي إذا لبِس ثوباً جديداً .
قوله : سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء : أي إذا كان عمامة سماه عمامة ، وإذا كان رداء سماه رداء ، وهكذا .
و " خير الثوب " هو بقاؤه ، والخير الذي صُنِع من أجله : هو صرفه لما فيه رضا الله تعالى .
وشرّه : هو ضد الخير ، وشر ما صُنِع له : هو تحويله إلى لبس الكبر والخيلاء .
· عن جرير( رضي الله عنه ) قال :" ما حجبني النبي _صلى الله عليه وسلم_ منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ..."([1])الحديث
·
وعن أبي ذر ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :"
إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى
به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض
عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا
وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه
فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها
هنا فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ".2
· عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : قالوا يا رسول الله : إنك تداعبنا قال :" إني لا أقول إلا حقا ".3
البسمة
آية من آيات الله تعالى ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال تنبثق من القلب
و ترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة ، وتنشر نسائم المحبة ، وتستلّ عقد
الضغينة والبغضاء لتحل ّ الألفة والإخاء وكما قال ابن عيينة (رحمه الله )
: البشاشة مصيدة القلوب . وأوصى ابن عمر ( رضي الله عنه) ابنه فقال :
بنيّ إن البر شيء هيّن وجه طليق وكلام ليّن
لقد
أرسى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خلق البسمة والبشاشة و علّم
الإنسانية هذه اللغة العالمية اللطيفة بقوله وفعله وسيرته العطرة.
فكان صلى الله عليه وسلم بسّام الثغر طلق المحيا ، يحبه بديهة من رآه ، و يفديه من عرفه بنفسه و أهله وأغلى ما يملك !
لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه بذرا طيبا آتى أكله ضعفين ، خيراً في الدنيا وأجراً في الآخرة
أما
الخيرية العاجلة ؛ فانشراح القلب و راحة الضمير ، و منافع صحية أخرى
أثبتها الأطباء على البدن ، ويتبعها مصالح اجتماعية و شرعية من تأليف
القلوب و ربطها بحبل المودة المتين و ترغيبها لحب الدين ، فالبسمة بريد
عاجل إلى الناس كافة لا تكلفنا مؤنا مالية أو متاعب جسدية بل تبعث في ومضة
سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس !
و الخيرية الآجلة ؛
الثواب المثبت في جزاء الصدقة وبذل المعروف ، فالتبسم في وجه المسلم صدقة
فاضلة يسطيعها الفقير والغني على حدّ سواء
و ربما ساغ للبعض البخل
بالابتسامة ، وإيثار العبوس و الجفاء ، للظهور بما يظنه سمت أهل العبادة
والزهد أو يحسب بشاشته سبباً لقسوة القلب و غفلته وذهاب المروءة !! فأينه
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم و سنته و يسر دينه ورحمته ؟!
ألا
ترى كيف ضحك الحبيب صلى الله عليه وسلم ابتهاجاً برحمة ربه تبارك وتعالى
حتى بدت أنيابه ، وكان يداعب الصغار و يسليهم ، ويؤانس أصحابه الرجال
ويمازحهم ، حتى يقول القائل منهم ـ متعجباً لسماحته صلى الله عليه وسلم ـ
: ( إنك تداعبنا ؟!) فلا يمنعهم مزاحه ،و لا يعتبره منافيا لمقام النبوة و
شرف الرسالة و مهام الدعوة إلى الله تعالى
و يكتفي لأصحابه بضابط الدعابة الحسنة بقوله :" إني لا أقول إلا حقاً" أي صدقاً وعدلاً
فالمداعبة مطلوبة محبوبة لكن في مواطن مخصوصة فليس في كل آن يصلح المزاح ولا في كل وقت يحسن الجد
أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى وإني إذا جدّ الرجال لذو جدّ
قال
الراغب (رحمه الله): المزاح والمداعبة إذا كان على الاقتصاد محمود
والإفراط فيه يذهب البهاء ويجرّئ السفهاء، وتركه يقبض المؤانس ويوحش
المخالط
فالمنهي عنه ما فيه كذب أو مداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله تعالى 4
وبعد
فهل يترقى المربون والمعلمون والدعاة والموجهون، والآباء والأمهات
والمسئولون والرعاة إلى إن تعلو شفاههم البسمة فيقتدي بهم من كان تحت
أيديهم وتحت رعايتهم؟؟؟

--------------------------------------------------------------------------------
([1]) صحيح البخاري (5739)
([2]) صحيح مسلم (190)
([3]) سنن الترمذي (1990) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح
([4]) فتح الباري 10 /526 ، تحفة الأحوذي 6/108، فيض القدير 3/14


هذا والله تعالى اعلى واعلم
تأليف \ عبد الرحمن الشحيم
whisper
whisper
عضو ذهبى
عضو ذهبى

ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا Empty رد: سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا

مُساهمة من طرف زائر الإثنين أغسطس 02, 2010 11:45 am

جزاك الله خيرا
تسلم ايدك ويسبر

زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا Empty رد: سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا

مُساهمة من طرف whisper الإثنين أغسطس 02, 2010 12:19 pm

الله يسلمك يا مرهفة
whisper
whisper
عضو ذهبى
عضو ذهبى

ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا Empty رد: سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا

مُساهمة من طرف لارا الإثنين أغسطس 02, 2010 12:56 pm

[b]
تسلم ايدك ياويسبر
توبيكاتككلها بجد حلوة جدا

لارا
v.i.p
v.i.p

انثى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا Empty رد: سلسلة تعرف على نبيك : الموضوع كاملا

مُساهمة من طرف whisper الإثنين أغسطس 02, 2010 1:20 pm

الله يخليكي يا لارا
ده بس من زوقك
whisper
whisper
عضو ذهبى
عضو ذهبى

ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى